الوصف

مقاربة سوسيو ثقافية

لأن الثقافة والإنسان متلازمان، مثل العلاقة الوطيدة بين الطبيعة والثقافة، فإن الثقافة هي مقياس كل شيء، مقياس كل ما هو موجود ومشترك بين الناس، وأساس إنتاج النظم ووضع المعايير الاجتماعية لتحديد حاجيات الإنسان وتوجيه تصرفاته، وكذلك لتبرير السلوك الفردي والجماعي اتجاه المجتمع والطبيعة..
إن الممارسة الجمعوية هي إحدى مستويات الفعل الثقافي لرغبة جماعية في التعاون وتحقيق التكامل وتجميع القدرات الفردية وتحويلها إلى قوة جماعية لإشباع رغبات مشتركة قد تكون ذات منطلقات نفسية وثقافية، وقد تتحكم فيها عوامل لا شعورية ورمزية، كما أنها -أي الممارسة الجمعوية- تعبير عن تفاعلات وتناقضات مجتمعية، ونتاج لصراعات تتغذى باستمرار من العلاقات اليومية في أوساط وشرائح مختلفة وجماعات من الأشخاص، غالبا ما يكون لنشاطهم طابع تطوعي، يسعون من خلاله إلى تحقيق أهداف وغايات معلنة أحيانا، وغير معبر عنها أحيانا أخرى، وقد كانت أيضا -وما تزال نسبيا- رافدا من روافد النضال الوطني والجماهيري ذي الأبعاد السياسية والفكرية والتاريخية…”