الوصف

الكتاب كله مسكون بإحساس حاد بالمسؤولية؛ مسؤولية الكاتب عما يحدث في مجتمعه، ودوره في نقد أشكال التخلف وأعطاب التحديث. والكاتب يعبر عن هذه الموضوعات المختلفة والأزمنة المتعاقبة بأسلوب يتردد بين المقالة والمقامة، حتى ليكاد يكون لكل مقالة مقامتها، أو لكل مقامة مقالتها. والبطل فيها كلها هو: (أبو العيال) الريفي الجبلي الشمالي الذي هاجر إلى مدن الجنوب، وعاش وعمل ولاحظ وكتب.. بشكل يجمع بين تطلع ابن بطوطة وعين الحسن الوزان.. ثم بين سخرية الجاحظ وسبك بديع الزمان.. وهو يرصد ما يحدث في المدن التي عاش وعمل فيها، ثم يعود إلى جهته في الشمال، فيمسح التغيرات التي طرأت عليها مقارنا إياها بما عرفه منها في طفولته. ومنظوره في ذلك هو منظور المصلح والأخلاقي والأب الذي يربّت ويحنو.. ويرحم حتى حين يقسو. أعتقد أن القراء سيستمتعون بالكتاب ويستفيدون منه.. على الأقل مثلما استمتعت واستفدت.. وسيخرج منه كل قارئ وهو يحس بأنه:
(أبو العيال) كل من عمل على إحقاق حق أو إزهاق باطل يعتبر أبا للعيال.
يقول الكاتب: (كلكم أبو العيال إذن. وكل مسؤول عن كل العيال). (الأستاذ أحمد بوزفور)